السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
في البداية كل التبريكات بمناسبة إطلاق هذا
المنتدى
وأشكر القائمين عليه بما فعلوه وأحظهم على
المثابرة وللأمام
إنشاء الله
أيها الإخوة ممن تجدون في نفسكم
أنكم تحبون المعرفة
أو تحبون الصحافة
أقولها مرة أخرة
يامن قلتم بأنكم
تحبون الصحافة
إليكم أهدي هذه المقالة
لمناظل عربي من أخمص قدميه حتى قمة رأسه
الأستاذ الدكتور عزمي بشارة
ولكن قبل كل شيئ إليكم
نبذة عن حياته
عزمي بشارة
أصبح الدكتور عزمي بشارة أحد رموز عرب
48 الذين يعلنون جهرا أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وقد أظهر تحركه وتحرك
غيره من النخبة السياسية لعرب 48 أنه لا مكان في البرلمان الإسرائيلي
للصوت العربي الفلسطيني.
المولد والدراسةولد عزمي بشارة عام 1956 بالناصرة
ونشأ في أسرة عربية مسيحية.
درس في مدارس الناصرة حيث أسس عام 1974 وترأس "اللجنة القطرية للثانويين
العرب"، ثم أسس عام 1976 لجنة الدفاع عن الأراضي العربية بإسرائيل، وهي التي
أعلنت يوم الأرض يوم 30 مارس/ آذار.
في التعليم الجامعي
النشاط السياسي
رفع الحصانة البرلمانيةأعلن د. عزمي بشارة في مايو/ أيار
2001 أن حعفوا الله حركة تحرر شرعية وأن كفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان
كفاح تحرري.
وفي يوليو/ تموز 2001 طلبت الشرطة الإسرائيلية
اتهامه بخيانة إسرائيل وإعانة العدو. وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 صوت الكنيست
بالأغلبية لرفع الحصانة عن عزمي بشارة.
الإنتاج الفكري
كتب عزمي بشارة في موضوعات متعددة،
منها الدين والديمقراطية، الإسلام والديمقراطية، القضية الفلسطينية، المجتمع
المدني والديمقراطية، قضية الأقلية العربية في إسرائيل والأقليات بشكل عام، العرب
والهولوكوست وغيرها وأهم كتبه ومنشوراته باللغة العربية:
كما صدر له بالعبرية كتابان:
وصدر له بالألمانية كتاب حول القدس.
أشرف على تحرير سلسلة تدريس حول
الديمقراطية مؤلفة من 14 كتيبا وكراسا باللغة العربية تستخدم للتدريس في المدارس
والجامعات.
وقد منحته مؤسسة ابن رشد للفكر الحر
ببرلين جائزتها لعام 2002 لإسهامه في تشجيع حرية الرأي والديمقراطية في العالم
العربي.
عزمي
بشارة والقضية العربية
تعرض عزمي بشارة وخاصة في ظل حكومة
أرييل شارون لرفع الحصانة البرلمانية والمضايقات الأمنية والحملات الإعلامية،
ويبدو أن سبب ذلك أنه يملك لغة واضحة في التعبير عن انتمائه.
عزمي بشارة : هل سيقبل المنصب القطري
وتتحقق الأمنية الإسرائيلية..؟!
الأهم من استقالة عزمي بشارة من
الكنيست الإسرائيلي، التي هو وحده الذي يقدر أهميتها، هو ألاَّ يبقى في الخارج كما
فعل بعض الذين سبقوه الى النزوح الذي بدأ مؤقتاً ثم انتهى أبدّياً ودائماً وبدون
رجعة، وهو أن يبرَّ بالوعد الذي قطعه على نفسه، بعد هذه الاستقالة التي سلمها
للسفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين، والتي قال فيها :«المنفى ليس خياراً
والعودة أكيدة.. ولن أستقر في أي بلد عربي».
عندما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيهود أولمرت بعد هذه الاستقالة مباشرة :«ليبقَ عزمي بشارة في الخارج ولا يعود الى
البلاد وليتجول كمنفيٍّ في أرجاء العالم ويدعنا وشأننا» فإن الردَّ المفترض على
هذا هو ان يعيد هذا الفلسطيني الذي انطلق على طريق النجومية كما ينطلق السهم من
قوس مشدودة الوتر، ما كان قاله وهو :«أنا ابن فلسطين وابن بلاد الشام والعودة
أكيدة».
عدد كبير من أبناء «عرب إسرائيل»!!
الذين أصبحوا رموزاً كان خيارهم الهجرة بلا عودة بعد ان اشتد عليهم ضغط عتاة
التطرف الإسرائيلي، الذين كانوا وما زالوا لا يريدون لأهل الأرض المحتلة منذ عام
1948 سوى ان يبقوا قطعاناً من الأغنام بلا حقوق وبلا مواطنة والذين يسعون لأن تكون
دولتهم دولة يهودية خالصة لا مكان ولا وجود ولا مكانة لمن يسمونهم «الأغيار» فيها.
باستثناء محمود درويش، الذي حوَّل
قسوة المنافي وظلمها وظلامها الى عبقرية فذة للدفاع عن شعبه وقضية هذا الشعب
وثورته وشهدائه وهويته الوطنية، فإن بعض الذين اختاروا خيار الخروج والهجرة بلا
عودة قد انتهوا الى النسيان بعد ما جرى استنزافهم من خلال استخدامهم كبيادق على
رقعة شطرنج انشقاقات منظمة التحرير وصراعات الأنظمة العربية وذلك في حين ان بعضهم
الآخر بقي ينتظر اللحظة المناسبة الى ان حانت هذه اللحظة، التي كانوا ينتظرونها،
بتوقيع اتفاقيات أوسلو الشهيرة في عام 1993 فعادوا مع من عاد بقيادة ياسر عرفات
(أبو عمار)، رحمه الله وغفر له، ومن بين هؤلاء كل من صبري جرْيس وعماد شقور.
لا شك في ان عزمي بشارة، الذي وُضعت
بين يديه إغراءات كثيرة، يعرف أكثر من غيره أن أهمية القائد والرمز الأممي (الجنوب
أفريقي) نلسون مانديلا كانت في أنه فضَّل السجن وقسوته وظلامه، ولنحو ربع قرن من
الأعوام، على النزوح الى الخارج، ولذلك فإن بشارة بادر، بعد ان تقدم باستقالته من
الكنيست الإسرائيلي، بإطلاق التصريحات المطمئنة التي وجهها الى أبناء شعبه والى
العالم بأسره والتي قال فيها:«المنفى ليس خياراً والعودة أكيدة.. ولن أستقر في أي
بلد عربي».
لو أن نلسون مانديلا لم يبادر، عندما
ضاقت رقعة الخيارات أمامه، الى الخيار الأشقَّ والأصعب وهو خيار السجن لنحو ربع
قرن من الأعوام، ولو أنه فضَّل حياة المنافي التي مهما بلغت صعوبتها فإنها لن تكون
أسوأ من قضاء شهر واحد في السجن، لما كان وصل الى الرَّمزية التي وصل إليها ولربما
أيضاً ما كان حقق السود من أبناء جنوبي أفريقيا هدف المساواة والعدل حتى الآن،
ولربما بقيت الأقلية العنصرية الحاكمة تنفرد بالسلطة وبالحكم وبكل شيء حتى هذه
اللحظة.
لا يزعج عتاة التطرف الإسرائيلي أكثر
من أن يلتزم عزمي بشارة ويفي بالوعد الذي قطعه على نفسه :«المنفى ليس خياراً
والعودة أكيدة.. ولن أستقر في أي بلد عربي».. والمؤكد أن هؤلاء يتمنون ما تمناه
إيهود أولمرت في تصريحه المشار إليه آنفاً الذي نقلته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية
عن أوساط مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، فخروج أي رمز من رموز الشعب
الفلسطيني، إنْ بالنسبة للأرض المحتلة في عام 1948 وإنْ بالنسبة للضفة الغربية
وقطاع غزة، بلا عودة هو خسارة فلسطينية لا تعوض وهو مكسب للإسرائيليين الذين ما
زالوا يرفعون شعار: «نفي النفي ونفي الأغيار» ويحلمون بدولة دينية يهودية بلا أي
لون آخر.
هناك معلومات تحدثت عن ان أمير قطر
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد عين الدكتور عزمي بشارة مستشاراً له، على غرار ما
فعله بالنسبة لبعض كبار موظفي النظام العراقي السابق، ولعل ما يمكن قوله في هذا
المجال إنه إذا صحت هذه المعلومات، وأغلب الظن أنها صحيحة، فإن ما لا جدال فيه هو
أن هذا التعيين يستجيب لأمنية إيهود أولمرت الآنفة الذكر، فاستيعاب رمز من رموز
الأرض المحتلة عام 1948 خارج هذه الأرض وإشغاله بشكليات الحياة الروتينية العربية
اليومية واستخدامه لتسوية حسابات مع عرب آخرين هو بمثابة اغتيال لهذا الرمز وهو
طعنة في خاصرة القضية التي يمثلها واستهداف للهدف النبيل الذي يؤمن به.
والواضح ان الدكتور عزمي بشارة عندما
يَعِدُ بأن العودة أكيدة وأنه لن يستقر في أي بلد عربي فإنه لا يردُّ فقط على
إيهود أولمرت، الذي تمنى له البقاء في الخارج والتحول الى منفيٍّ يتجول في أنحاء
العالم، بل هو يردُّ أيضاً على من أراد «تعليبه» في منصب مستشارٍ لا يستشار وهو
منصب لا علاقة له لا بالشعب الفلسطيني ولا بقضيته ولا بهمومه. المفترض ألاَّ يقبل
عزمي بشارة بهذا المنصب، الذي يقال ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد
عينه فيه، فهو أصبح رمزاً فلسطينياً كبيراً وهو يعرف ان هذا التعيين سيجرده من هذه
الرمزية وأنه سيستنزفه فيخسر نفسه والمثل يقول :«ماذا يفيدني إذا كسبت الناس كلهم
وخسرت نفسي» !!.
ليس عملية سهلة ولا هو أمرٌ بسيط أن
تتكرر تجربة عزمي بشارة، فصناعة مستشار حتى لأكبر إمبراطور في هذه الدنيا أسهل
بألف مرة من صناعة زعيم في الأرض المحتلة عام 1948، فالشعب الفلسطيني هناك يعيش
تحت أسوأ وأقسى احتلال تذويبي واستيعابي عرفته البشرية، والذين يعرفون واقع الأمور
يعرفون أن لا إميل حبيبي ولا حتى رئيس بلدية الناصرة السابق المناضل توفيق زياد
ولا أيٌ من الذين وصلوا الى الكنيست الإسرائيلي بأصوات «عرب إسرائيل»!! وصلوا الى
ما وصل إليه هذا الرجل الذي يسعى البعض لاغتياله واغتيال تجربته من خلال تعيينه في
منصب جرى تعيين كثيرين في مثله لإطفاء ضوئهم واغتيالهم من الناحية السياسية.
إذا وقع عزمي بشارة في إغراءات هذا
المنصب، الذي يُقال إن الأمر به قد صدر بالفعل، وإذا أُغرق في إغراءات التنقل بين
العواصم المتعددة كما فعل كثيرون هو يعرفهم معرفة أكيدة، فإنه يكون قد قبل بأن
يصدر عليه حكم بالإعدام، والمفترض أنه لن يقبل بهذا لأنه بتجربته وبمعرفته يعرف
«أن الحجر في مكانه قنطار» وأن ظاهرة قادة المنافي على غرار ما كان عليه لينين
وياسر عرفات وشارل ديغول قد ولَّت بلا رجعة، والدليل على هذا ان المكانة القيادية
لرئيس حركة «حماس» خالد مشعل بدأت تتلاشى تدريجياً مع ارتفاع نفوذ قادة الداخل
وعلى رأسهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
عندما تكون جريمة ما بعدها جريمة أن
تُفرغ فلسطين من أهلها فإن الجريمة تصبح أكبر وأخطر عدما تحاول جهة عربية استدراج
قائد فلسطيني الى الخارج ليستبدل النضال والمواجهات اليومية برغد العيش الذي توفره
المناصب الشرفية والشكلية الزائفة، ولذلك فإن ما يمكن توقعه هو أن عزمي بشارة الذي
حقق بالكفاح الطويل ما لم يستطع غيره تحقيقه لن يقع في هذا الشرك الذي إن هو وقع
فيه فإن إسرائيل ستحقق أمنية غالية، وإن الشعب الذي أوصله الى مواقع النجومية التي
وصل إليها سيصاب بخيبة الأمل ولن يعطي ثقته لأيٍ من أبنائه بعد هذه التجربة .
هناك الآن في الدوحة بعض الجزائريين
الذين كانوا في بلادهم قادة ورموزاً وأصبحوا في طيِّ النسيان، ويقيناً لو أن قادة
«حماس» الذين نقلتهم من عمان طائرة أميرية خاصة وبمرافقة أحد أهم الوزراء القطريين
استسلموا لإغراءات العيش في الدارات المريحة الجميلة التي جرى توفيرها لهم وعلى
الرحب والسعة، ولو أنهم لم يطرقوا أبواباً أخرى غير باب العاصمة القطرية، لأصبحوا
نسياً منسياً مثلهم مثل بعض قادة النظام العراقي السابق الذين لم يعد أحد يذكرهم
والذين سيأتيهم يوم يتمنون فيه لو أنهم بقوا في العراق وكابدوا ما يكابده أبناء
شعبهم وواجهوا الموت في اليوم ألف مرة على أن ينتهوا نهاية لا يتمناها كل صاحب
ضمير حي لأعدائه، فكيف بالنسبة لأصدقائه!!.
كل المنى والرجا ء بطول عمره وسلامة قلبه الكبير
فهو عظيم أمة ومن أمثاله قليلون
تقبلوا مني كل المودة والإحترام
وأتحفونا بما تقدمون
يا من تحبون
الصحافة
أخوكم
ياسر الخطيب
***
**
*
الله وبركاته
في البداية كل التبريكات بمناسبة إطلاق هذا
المنتدى
وأشكر القائمين عليه بما فعلوه وأحظهم على
المثابرة وللأمام
إنشاء الله
أيها الإخوة ممن تجدون في نفسكم
أنكم تحبون المعرفة
أو تحبون الصحافة
أقولها مرة أخرة
يامن قلتم بأنكم
تحبون الصحافة
إليكم أهدي هذه المقالة
لمناظل عربي من أخمص قدميه حتى قمة رأسه
الأستاذ الدكتور عزمي بشارة
ولكن قبل كل شيئ إليكم
نبذة عن حياته
عزمي بشارة
أصبح الدكتور عزمي بشارة أحد رموز عرب
48 الذين يعلنون جهرا أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وقد أظهر تحركه وتحرك
غيره من النخبة السياسية لعرب 48 أنه لا مكان في البرلمان الإسرائيلي
للصوت العربي الفلسطيني.
المولد والدراسةولد عزمي بشارة عام 1956 بالناصرة
ونشأ في أسرة عربية مسيحية.
درس في مدارس الناصرة حيث أسس عام 1974 وترأس "اللجنة القطرية للثانويين
العرب"، ثم أسس عام 1976 لجنة الدفاع عن الأراضي العربية بإسرائيل، وهي التي
أعلنت يوم الأرض يوم 30 مارس/ آذار.
في التعليم الجامعي
- من
1975 إلى 1977: التحق بجامعة حيفا. - من
1977 إلى 1980: انتسب إلى الجامعة العبرية. - من
1980 إلى 1986: درس في جامعة هومبلدت بألمانيا حيث نال شهادة الدكتوراه في
الفلسفة. - من
1986 حتى 1996: أستاذ في جامعة بيرزيت ومدير قطاعات الفلسفة والعلوم السياسية
بنفس الجامعة. - من
1990 إلى 1996: مدير البحث في معهد فان لير بالقدس ومنسق مشاريع الأبحاث فيه.
النشاط السياسي
- في
العام 1977 انتمى للتيار الشيوعي مؤسسا اتحاد الطلاب العرب في الجامعات
الإسرائيلية. - في
العام 1996 انقطع عن التوجه الشيوعي وأسس حعفوا التجمع لوطني الديمقراطي
المشهور في إسرائيل باسم "بلد". - في
العام 1996 أصبح نائبا في الكنيست ممثلا لحعفواه وأعيد انتخابه عام 1999.
رفع الحصانة البرلمانيةأعلن د. عزمي بشارة في مايو/ أيار
2001 أن حعفوا الله حركة تحرر شرعية وأن كفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان
كفاح تحرري.
وفي يوليو/ تموز 2001 طلبت الشرطة الإسرائيلية
اتهامه بخيانة إسرائيل وإعانة العدو. وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 صوت الكنيست
بالأغلبية لرفع الحصانة عن عزمي بشارة.
الإنتاج الفكري
كتب عزمي بشارة في موضوعات متعددة،
منها الدين والديمقراطية، الإسلام والديمقراطية، القضية الفلسطينية، المجتمع
المدني والديمقراطية، قضية الأقلية العربية في إسرائيل والأقليات بشكل عام، العرب
والهولوكوست وغيرها وأهم كتبه ومنشوراته باللغة العربية:
- مساهمة
في نقد المجتمع المدني. - الخطاب
السياسي المبتور. - الأقلية
العربية في إسرائيل .. رؤية من الداخل. - الانتفاضة
والمجتمع الإسرائيلي. - لئلا
يفقد المعنى.
كما صدر له بالعبرية كتابان:
- التنوير
مشروع لم يكتمل بعد. - الهوية
وصناعة الهوية في المجتمع الإسرائيلي.
وصدر له بالألمانية كتاب حول القدس.
أشرف على تحرير سلسلة تدريس حول
الديمقراطية مؤلفة من 14 كتيبا وكراسا باللغة العربية تستخدم للتدريس في المدارس
والجامعات.
وقد منحته مؤسسة ابن رشد للفكر الحر
ببرلين جائزتها لعام 2002 لإسهامه في تشجيع حرية الرأي والديمقراطية في العالم
العربي.
عزمي
بشارة والقضية العربية
تعرض عزمي بشارة وخاصة في ظل حكومة
أرييل شارون لرفع الحصانة البرلمانية والمضايقات الأمنية والحملات الإعلامية،
ويبدو أن سبب ذلك أنه يملك لغة واضحة في التعبير عن انتمائه.
وتتحقق الأمنية الإسرائيلية..؟!
الأهم من استقالة عزمي بشارة من
الكنيست الإسرائيلي، التي هو وحده الذي يقدر أهميتها، هو ألاَّ يبقى في الخارج كما
فعل بعض الذين سبقوه الى النزوح الذي بدأ مؤقتاً ثم انتهى أبدّياً ودائماً وبدون
رجعة، وهو أن يبرَّ بالوعد الذي قطعه على نفسه، بعد هذه الاستقالة التي سلمها
للسفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين، والتي قال فيها :«المنفى ليس خياراً
والعودة أكيدة.. ولن أستقر في أي بلد عربي».
عندما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيهود أولمرت بعد هذه الاستقالة مباشرة :«ليبقَ عزمي بشارة في الخارج ولا يعود الى
البلاد وليتجول كمنفيٍّ في أرجاء العالم ويدعنا وشأننا» فإن الردَّ المفترض على
هذا هو ان يعيد هذا الفلسطيني الذي انطلق على طريق النجومية كما ينطلق السهم من
قوس مشدودة الوتر، ما كان قاله وهو :«أنا ابن فلسطين وابن بلاد الشام والعودة
أكيدة».
عدد كبير من أبناء «عرب إسرائيل»!!
الذين أصبحوا رموزاً كان خيارهم الهجرة بلا عودة بعد ان اشتد عليهم ضغط عتاة
التطرف الإسرائيلي، الذين كانوا وما زالوا لا يريدون لأهل الأرض المحتلة منذ عام
1948 سوى ان يبقوا قطعاناً من الأغنام بلا حقوق وبلا مواطنة والذين يسعون لأن تكون
دولتهم دولة يهودية خالصة لا مكان ولا وجود ولا مكانة لمن يسمونهم «الأغيار» فيها.
باستثناء محمود درويش، الذي حوَّل
قسوة المنافي وظلمها وظلامها الى عبقرية فذة للدفاع عن شعبه وقضية هذا الشعب
وثورته وشهدائه وهويته الوطنية، فإن بعض الذين اختاروا خيار الخروج والهجرة بلا
عودة قد انتهوا الى النسيان بعد ما جرى استنزافهم من خلال استخدامهم كبيادق على
رقعة شطرنج انشقاقات منظمة التحرير وصراعات الأنظمة العربية وذلك في حين ان بعضهم
الآخر بقي ينتظر اللحظة المناسبة الى ان حانت هذه اللحظة، التي كانوا ينتظرونها،
بتوقيع اتفاقيات أوسلو الشهيرة في عام 1993 فعادوا مع من عاد بقيادة ياسر عرفات
(أبو عمار)، رحمه الله وغفر له، ومن بين هؤلاء كل من صبري جرْيس وعماد شقور.
لا شك في ان عزمي بشارة، الذي وُضعت
بين يديه إغراءات كثيرة، يعرف أكثر من غيره أن أهمية القائد والرمز الأممي (الجنوب
أفريقي) نلسون مانديلا كانت في أنه فضَّل السجن وقسوته وظلامه، ولنحو ربع قرن من
الأعوام، على النزوح الى الخارج، ولذلك فإن بشارة بادر، بعد ان تقدم باستقالته من
الكنيست الإسرائيلي، بإطلاق التصريحات المطمئنة التي وجهها الى أبناء شعبه والى
العالم بأسره والتي قال فيها:«المنفى ليس خياراً والعودة أكيدة.. ولن أستقر في أي
بلد عربي».
لو أن نلسون مانديلا لم يبادر، عندما
ضاقت رقعة الخيارات أمامه، الى الخيار الأشقَّ والأصعب وهو خيار السجن لنحو ربع
قرن من الأعوام، ولو أنه فضَّل حياة المنافي التي مهما بلغت صعوبتها فإنها لن تكون
أسوأ من قضاء شهر واحد في السجن، لما كان وصل الى الرَّمزية التي وصل إليها ولربما
أيضاً ما كان حقق السود من أبناء جنوبي أفريقيا هدف المساواة والعدل حتى الآن،
ولربما بقيت الأقلية العنصرية الحاكمة تنفرد بالسلطة وبالحكم وبكل شيء حتى هذه
اللحظة.
لا يزعج عتاة التطرف الإسرائيلي أكثر
من أن يلتزم عزمي بشارة ويفي بالوعد الذي قطعه على نفسه :«المنفى ليس خياراً
والعودة أكيدة.. ولن أستقر في أي بلد عربي».. والمؤكد أن هؤلاء يتمنون ما تمناه
إيهود أولمرت في تصريحه المشار إليه آنفاً الذي نقلته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية
عن أوساط مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، فخروج أي رمز من رموز الشعب
الفلسطيني، إنْ بالنسبة للأرض المحتلة في عام 1948 وإنْ بالنسبة للضفة الغربية
وقطاع غزة، بلا عودة هو خسارة فلسطينية لا تعوض وهو مكسب للإسرائيليين الذين ما
زالوا يرفعون شعار: «نفي النفي ونفي الأغيار» ويحلمون بدولة دينية يهودية بلا أي
لون آخر.
هناك معلومات تحدثت عن ان أمير قطر
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد عين الدكتور عزمي بشارة مستشاراً له، على غرار ما
فعله بالنسبة لبعض كبار موظفي النظام العراقي السابق، ولعل ما يمكن قوله في هذا
المجال إنه إذا صحت هذه المعلومات، وأغلب الظن أنها صحيحة، فإن ما لا جدال فيه هو
أن هذا التعيين يستجيب لأمنية إيهود أولمرت الآنفة الذكر، فاستيعاب رمز من رموز
الأرض المحتلة عام 1948 خارج هذه الأرض وإشغاله بشكليات الحياة الروتينية العربية
اليومية واستخدامه لتسوية حسابات مع عرب آخرين هو بمثابة اغتيال لهذا الرمز وهو
طعنة في خاصرة القضية التي يمثلها واستهداف للهدف النبيل الذي يؤمن به.
والواضح ان الدكتور عزمي بشارة عندما
يَعِدُ بأن العودة أكيدة وأنه لن يستقر في أي بلد عربي فإنه لا يردُّ فقط على
إيهود أولمرت، الذي تمنى له البقاء في الخارج والتحول الى منفيٍّ يتجول في أنحاء
العالم، بل هو يردُّ أيضاً على من أراد «تعليبه» في منصب مستشارٍ لا يستشار وهو
منصب لا علاقة له لا بالشعب الفلسطيني ولا بقضيته ولا بهمومه. المفترض ألاَّ يقبل
عزمي بشارة بهذا المنصب، الذي يقال ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد
عينه فيه، فهو أصبح رمزاً فلسطينياً كبيراً وهو يعرف ان هذا التعيين سيجرده من هذه
الرمزية وأنه سيستنزفه فيخسر نفسه والمثل يقول :«ماذا يفيدني إذا كسبت الناس كلهم
وخسرت نفسي» !!.
ليس عملية سهلة ولا هو أمرٌ بسيط أن
تتكرر تجربة عزمي بشارة، فصناعة مستشار حتى لأكبر إمبراطور في هذه الدنيا أسهل
بألف مرة من صناعة زعيم في الأرض المحتلة عام 1948، فالشعب الفلسطيني هناك يعيش
تحت أسوأ وأقسى احتلال تذويبي واستيعابي عرفته البشرية، والذين يعرفون واقع الأمور
يعرفون أن لا إميل حبيبي ولا حتى رئيس بلدية الناصرة السابق المناضل توفيق زياد
ولا أيٌ من الذين وصلوا الى الكنيست الإسرائيلي بأصوات «عرب إسرائيل»!! وصلوا الى
ما وصل إليه هذا الرجل الذي يسعى البعض لاغتياله واغتيال تجربته من خلال تعيينه في
منصب جرى تعيين كثيرين في مثله لإطفاء ضوئهم واغتيالهم من الناحية السياسية.
إذا وقع عزمي بشارة في إغراءات هذا
المنصب، الذي يُقال إن الأمر به قد صدر بالفعل، وإذا أُغرق في إغراءات التنقل بين
العواصم المتعددة كما فعل كثيرون هو يعرفهم معرفة أكيدة، فإنه يكون قد قبل بأن
يصدر عليه حكم بالإعدام، والمفترض أنه لن يقبل بهذا لأنه بتجربته وبمعرفته يعرف
«أن الحجر في مكانه قنطار» وأن ظاهرة قادة المنافي على غرار ما كان عليه لينين
وياسر عرفات وشارل ديغول قد ولَّت بلا رجعة، والدليل على هذا ان المكانة القيادية
لرئيس حركة «حماس» خالد مشعل بدأت تتلاشى تدريجياً مع ارتفاع نفوذ قادة الداخل
وعلى رأسهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
عندما تكون جريمة ما بعدها جريمة أن
تُفرغ فلسطين من أهلها فإن الجريمة تصبح أكبر وأخطر عدما تحاول جهة عربية استدراج
قائد فلسطيني الى الخارج ليستبدل النضال والمواجهات اليومية برغد العيش الذي توفره
المناصب الشرفية والشكلية الزائفة، ولذلك فإن ما يمكن توقعه هو أن عزمي بشارة الذي
حقق بالكفاح الطويل ما لم يستطع غيره تحقيقه لن يقع في هذا الشرك الذي إن هو وقع
فيه فإن إسرائيل ستحقق أمنية غالية، وإن الشعب الذي أوصله الى مواقع النجومية التي
وصل إليها سيصاب بخيبة الأمل ولن يعطي ثقته لأيٍ من أبنائه بعد هذه التجربة .
هناك الآن في الدوحة بعض الجزائريين
الذين كانوا في بلادهم قادة ورموزاً وأصبحوا في طيِّ النسيان، ويقيناً لو أن قادة
«حماس» الذين نقلتهم من عمان طائرة أميرية خاصة وبمرافقة أحد أهم الوزراء القطريين
استسلموا لإغراءات العيش في الدارات المريحة الجميلة التي جرى توفيرها لهم وعلى
الرحب والسعة، ولو أنهم لم يطرقوا أبواباً أخرى غير باب العاصمة القطرية، لأصبحوا
نسياً منسياً مثلهم مثل بعض قادة النظام العراقي السابق الذين لم يعد أحد يذكرهم
والذين سيأتيهم يوم يتمنون فيه لو أنهم بقوا في العراق وكابدوا ما يكابده أبناء
شعبهم وواجهوا الموت في اليوم ألف مرة على أن ينتهوا نهاية لا يتمناها كل صاحب
ضمير حي لأعدائه، فكيف بالنسبة لأصدقائه!!.
كل المنى والرجا ء بطول عمره وسلامة قلبه الكبير
فهو عظيم أمة ومن أمثاله قليلون
تقبلوا مني كل المودة والإحترام
وأتحفونا بما تقدمون
يا من تحبون
الصحافة
أخوكم
ياسر الخطيب
***
**
*