( السخنة الشماء )
قف بي على قمة الطنطور معتليا و اصرخ بصوتك يا أهلي ويا ولدي
قف شامخا في رباها و اعتلي قمما شماء بانت كنصل السيف محتفد
وسرح الطرف في آفاق باديتي و ارتع بقلبي مرتاحا وفي كبدي
و اهتف بتلك الروابي والتلول وقل يا من له بلد تسمو على بلدي
هذي رسومي و أطلالي و منتجعي هذي هضابي وودياني ومصطيدي
هذي نجومي وشمسي بل وذا قمري وهذه سخنتي الشماء متأدي
أهوى هواها وأستحلي مرارتها و أحتسي ماءها كالشهد في البرد
عشنا بها كابرا عن كابرٍ و لها نحنُّ مهما جفت بالمحل والنكد
بيتي و أهلي وجيراني ومجتمعي خؤولتي عشت فيها عيش متحد
لا الماء عذب ولا ظل و لا شجر و لا جنان ولكن تلكمو بلدي
الجود منبعها و الصيد منبتها وجدها حاتم الطائي بلا فند
بيت بنيناه في البيدا على كرم أوتاده شامخات المجد من تلد
كم عائذ بات فيها أمننا جذلا و لائذ في حماه بات في رغد
من عهد زينب في أركان دولتها كنا لها سندا يانعم من سند
عانت من القحط و الغزو البغيض وما ذلت لسيف وما دانت لمعتقد
وقارعت من أعاصير الزمان أسى حتى تشبه فيها ضيق الزرد
فأنجبت سادة فاقوا مقارنة أفرانهم في الوغى و الذل في البدد
تناثروا كنجوم الليل في غسق تهدي السراة كنور الصبح مرتصد
في الدير في الرقة السمرا وفي حلب و في حماة رجال الفضل و المدد
في تل أبيض في حمص لنا أثر و كلهم من أولاء الصيد من بلدي
إذا دخلت حماهم خلتهم أسد و إن قصدت قراهم فزت بالرغد
كم قائد من سراتي قاد معركة و مات فيها شهيد الفخر للأبد
و كم وفيي تحدى الموت مرتجلا الله أكبر حطمت الردى بيدي
وكم عزيز كريم جيد ثمىء مبذال في ماله يفني بلا عدد
لم يحسب المال إلا شبه عارية فجاد فيه و لم يبخل على أحد
وكم إمام همام فاضل ورع غوث تقي سما بالسر و المدد
كنز البلاغة والفصحى تدين له بحر العلوم حفيد السيد السند
من معشر كلهم تقوى ومرحمة حقا كما جاء في ذكر بمستند
يا وافد السخنة الشماء عرج على ديار أهلي وحيي دوحة الصمد
و اذكر بنيها و من بانوا و من حضروا بكل خير بلا حصر ولا عدد
وقل تعالى الذي قد جاد في كرم على العباد و أعلى أمة الصلد
قف بي على قمة الطنطور معتليا و اصرخ بصوتك يا أهلي ويا ولدي
قف شامخا في رباها و اعتلي قمما شماء بانت كنصل السيف محتفد
وسرح الطرف في آفاق باديتي و ارتع بقلبي مرتاحا وفي كبدي
و اهتف بتلك الروابي والتلول وقل يا من له بلد تسمو على بلدي
هذي رسومي و أطلالي و منتجعي هذي هضابي وودياني ومصطيدي
هذي نجومي وشمسي بل وذا قمري وهذه سخنتي الشماء متأدي
أهوى هواها وأستحلي مرارتها و أحتسي ماءها كالشهد في البرد
عشنا بها كابرا عن كابرٍ و لها نحنُّ مهما جفت بالمحل والنكد
بيتي و أهلي وجيراني ومجتمعي خؤولتي عشت فيها عيش متحد
لا الماء عذب ولا ظل و لا شجر و لا جنان ولكن تلكمو بلدي
الجود منبعها و الصيد منبتها وجدها حاتم الطائي بلا فند
بيت بنيناه في البيدا على كرم أوتاده شامخات المجد من تلد
كم عائذ بات فيها أمننا جذلا و لائذ في حماه بات في رغد
من عهد زينب في أركان دولتها كنا لها سندا يانعم من سند
عانت من القحط و الغزو البغيض وما ذلت لسيف وما دانت لمعتقد
وقارعت من أعاصير الزمان أسى حتى تشبه فيها ضيق الزرد
فأنجبت سادة فاقوا مقارنة أفرانهم في الوغى و الذل في البدد
تناثروا كنجوم الليل في غسق تهدي السراة كنور الصبح مرتصد
في الدير في الرقة السمرا وفي حلب و في حماة رجال الفضل و المدد
في تل أبيض في حمص لنا أثر و كلهم من أولاء الصيد من بلدي
إذا دخلت حماهم خلتهم أسد و إن قصدت قراهم فزت بالرغد
كم قائد من سراتي قاد معركة و مات فيها شهيد الفخر للأبد
و كم وفيي تحدى الموت مرتجلا الله أكبر حطمت الردى بيدي
وكم عزيز كريم جيد ثمىء مبذال في ماله يفني بلا عدد
لم يحسب المال إلا شبه عارية فجاد فيه و لم يبخل على أحد
وكم إمام همام فاضل ورع غوث تقي سما بالسر و المدد
كنز البلاغة والفصحى تدين له بحر العلوم حفيد السيد السند
من معشر كلهم تقوى ومرحمة حقا كما جاء في ذكر بمستند
يا وافد السخنة الشماء عرج على ديار أهلي وحيي دوحة الصمد
و اذكر بنيها و من بانوا و من حضروا بكل خير بلا حصر ولا عدد
وقل تعالى الذي قد جاد في كرم على العباد و أعلى أمة الصلد