soukhnah.com



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

soukhnah.com

soukhnah.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إلى جميع الأعضاء رابط منتديات السخنة : www.al-sukhnah.net
منتديات السخنة أبداع متميز بلا حدود
أهلا وسهلا بك في شبكة منتديات السخنة الأستراتيجية

    اسماء شابت لها رؤوس الكفار

    ثائر الخطيب.
    ثائر الخطيب.
    القلم المميز
    القلم المميز


    عدد المساهمات : 240
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 40

    اسماء شابت لها رؤوس الكفار Empty اسماء شابت لها رؤوس الكفار

    مُساهمة من طرف ثائر الخطيب. الجمعة أبريل 23, 2010 2:17 am

    أسماءٌ... شابت لذكرها رؤوسُ الكافرين



    ألا فلتعلموا اخواني الكرام أن الجهادَ ذروَة ُ سَنام ِالإسلام ِ. والجهادُ هو بَذلُ الوسع ِ في القتال ِفي سبيل ِاللهِ مباشرة ً أو مُعَاوَنة ًبمال ٍ أو رأي ٍأو تكثيرِ سوادٍ أو غيرِ ذلك مما دلت عليهِ النصوصُ الشرعيةِ .

    وهو الطريقة ُالوحيدة ُلحمل ِالإسلام ِونشرهِ بعدَ إقامةِ الدولةِ . والقتالُ لإعلاءِ كلمةِ اللهِ هو الجهاد ، وهوُ فرضُ كفايةٍ ابتداءً ويصبحُ عيناً على أصحابِ أرض ٍإسلاميةٍ اعتدى عليهمُ العدوُّ أو اغتصبَ أرضَهُم ، وفرضُ كفايةٍ على غيرِهم ، لا يَسقـُُط ُ حتى يُطرَدَ العَدوُّ وتطهَّرَ أرضُ الإسلام ِ .

    والجهادُ هو الذي يحفظ ُكيانَ الأمَّةِ، ويحمي بيضتها ويجعلها أمَّة ًمؤثِرة ً يُحسَبُ لها الف حِسَاب . وهو ناشر لواء الاسلام ، وحامي حماه ، بل لا قيام لهذا الدين في الأرض إلا به ، به نال المسلمون العز والتمكين في الأرض , ولقد حُمّل المسلمينَ واجباً عظيماً ، وصاروا واسطة َالعِقدِ لِقولهِ تعالى : ( وكذلكَ جعلناكُم أمَّة ًوسطاً لتكونوا شهداءَ على الناس ِويكونَ الرسُولُ عليكُم شهيداً {143} ) البقرة . وعلى ذلكَ قامَ المسلمونَ بإمرةِ النبيِّ الأكرم ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ وَمَن وَلِيَ بَعدَهُ مِنَ الأمراءِ لإعدادِ الجيوش ِ.

    والجيشُ الإسلاميُّ هو الذي كانَ يُغازيْ الكافرينَ ، ويحملُ الدعوة َ لغيرِهم ، وَيدفعُ عَن بَيضَتِهم ، وقد اعتنى الخلفاءُ والأمراءُ بالجيش ِالإسلاميِّ ، فكانَ يُجهَزُ مِن بيتِ المال ِ ومنَ الزكاةِ أيضاً .
    كانَ المسلمون جيشاً واحداً تحتَ إمرةِ إميرِ المؤمنينَ ، لهُ لواءٌ واحدٌ مهما تعددت راياتـُُهُ ، فكانَ الجندُ يُثقفونَ ثقافة ًإسلاميَّة ًخاصة ً, تتفقُ مَعَ حمل ِالدعوةِ ، وكانوا يُقاتِلونَ عن عقيدة ٍراجينَ إحدى الحُسنيين ِ النصرَ أو الشهادة َ. هكذا كانَ حالُ المسلمينَ في السابق ِ، وهكذا كانَ حالُ الجيش ِالإسلاميِّ .

    وبعد هدم دولة الخلافة الاسلامية حصل للمسلين الذُّل والهوان والصغار ، فألغي الجهاد تلقائيا, واستولى عليهم الكفار ، بل تداعت عليهم أرذل أمم الأرض كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ، وأصبحوا مع كثرتهم غُثاءٌ كغُثاء السيل ، نزع الله المهابةَ من قلوب أعدائهم ووضعها في قلوبهم.
    ولقد حرص الأعداء على تشويه وطمس صورة الجهاد والمجاهدين ، وتخذيل المسلمين عنه ، ووضع العراقيل دونه ، وعلى قصر معناه على الدفاع فقط ، كل ذلك وغيره خوفاً من أن يؤوب المسلمون إليه ، فيهزموهم ويُذلوهم ويلزموهم الذل والصغار لأنهم يعلمون أنه متى أعيد الجهاد بصورته التي كان عليها الرعيل الأول, دولة تطبق شرع الله وخليفة يجيش الجيوش ناشرا وحاملا للدعوة, فعمدوا الى الطمس الفكري المتعمد لواقع السياسة الحربية في الإسلام، والذي يزاوله علماء السلطة، والعلماء الانهزاميون، الذين لا يركزون إلا على الجوانب الإنسانية والدفاعية فقط من السياسة الحربية الإسلامية، وكأن هذه السياسة لم تحوِ غير تلك الجوانب، ويغفلون أو يتغافلون عن الجوانب العملية الفعّالة المتعلقة بجوهر السياسة الحربية وحقيقتها، فهم لا يتحدثون عن السياسة الحربية في الإسلام إلا من خلال بعض النصوص، فيعمدون إلى أحاديث محدودة، معروفة، تتناول بعض المعاني العامة، ولا تتناول التفاصيل، مثل حديث: «لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صغيراً، ولا امرأة..» وحديث: «لا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليداً..» وما شاكلها، فيسلطون عليها الضوء، ويركزون على أكبر مساحة من هذه المعاني البسيطة، التي لا تمس حقائق السياسة الحربية الفاعلة في الدولة الإسلامية، ناسين أو متناسين آيات وأحاديث كثيرة، تغعفوا تلك المعاني البسيطة العامة التي وردت في تلك الأحاديث.

    إنهم بذلك يطمسون حقيقة السياسة الحربية الحيوية التي طبقها الرسول صلّى الله عليه و سلّم ضد الكفار من أعداء الدولة الإسلامية، يفعلون ذلك إرضاءً لأسيادهم من الحكام الطواغيت، ولأسياد أسيادهم من الكفار المستعمرين، فيقبلون بإغضاب ربهم من أجل إرضاء طواغيتهم، فيبيعون بآخرتهم دنيا غيرهم.

    أضع بين أيديكم بعضا لقصص من البطولات والتضحيات لرجال باعوا أنفسهم لله عز وجل، بطولات وتضحيات خُلِّدت في التاريخ, رجال لم يأبهوا أوقعوا على الموت ام وقع الموت عليهم, نصروا الله فنصرهم. ضربوا لنا المثل العظيم للتضحية بالروح في سبيل الله، والهجوم على الأعداء، ونقض النحر للعدو، والانغماس في جيشهم، والقتال حتى الموت, أسماء هيهات منها الذلّ او الخنوع او الاستسلام.

    هاكم جثة أنس بن النضر رضي الله عنه والتي لم تعرف إلا من بنانه فقط، أما بقية الجسد فقد صار أشلاء، وجدوا فيه أكثر من سبعين ضربةً من سيفٍ ورمحٍ وسهمٍ، معنى ذلك أنه ظل يقاتل ويقاتل بالرغم مما أصابه حتى تلاشى ذلك الجسد، وتحول إلى أشلاء في سبيل الله.

    وسار التابعون ومن بعدهم على هذا المنوال، وقدمت الأمة شهداء، وأثبتت أنها أشجع أمة في العالم، ولم يوجد مضحّون مثلما وجد في هذه الأمة؛ لأنه لا يوجد محرك عند غيرهم يحركهم للشهادة كما يوجد في هذه الأمة، وهذا أمرٌ واضح، وقضية مفهومة، وجود الباعث على الشهادة, ( أن الحياة ستنتهي وتمضي، وأنها لذة عابرة، فلماذا لا تنفق من أجل شيء ثمين باقٍ وهو الجنة)، لأجل تلك السلعة ضحى المضحون بأنفسهم وأموالهم، وأثبت المسلمون الشجاعة الفائقة في الحروب.

    لقد أخرجت العقيدة الاسلامية أشخاصاً بذلوا الروح في سبيل الله، فكان قائد المسلمين يستذكر وهو ذاهب إلى ميدان المعركة قول الله تعالى: "( يا أيَّها الذينَ آمنوا هل أدلكُم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم {10} تؤمنونَ باللهِ ورسُولِهِ وتجاهدُونَ في سبيل ِاللهِ بأموالِكُم وأنفسِكُم ذلِكُم خيرٌ لكُم إن كنتم تعلمون{11}).ومن صدق الله صدقه الله.

    1- طارق بن زياد ودخوله الأندلس:
    وقد دخل طارق بن زياد إلى الأندلس في ألف وسبعمائة رجل وقاتل جنود اللذريق ملك النصارى والذي جاءهم في تسعين ألف فارس يقاتلون المسلمين ثلاثة أيام واشتد في المسلمين البلاء فقال طارق : إنه لا ملجأ لكم بعد الله غير سيوفكم، أين تذهبون وأنتم في وسط بلادهم، والبحر من ورائكم محيطٌ بكم؟! وأنا فاعلٌ شيئاً إما النصر وإما الموت فقالوا: وما هو؟ قال: أقصد طاغيتهم -أي: ناحيته- فإذا حملت فاحملوا بأجمعكم معي، ففعلوا ذلك فقتلوا اللذريق وجمعاً كثيراً من أصحابه، وهزمهم الله تعالى، وتبعهم المسلمون ثلاثة أيام يقتلونهم قتلاً ذريعاً، ولم يقتل من المسلمين إلا نفر يسير. ذكره الطرطوشي في "سراج الملوك" والقرطبي في تاريخه.

    2- ابن الجزري وقتاله لعلج من النصارى:‏
    غزى الرشيد سنة إحدى وتسعين ومائة‏ مدينة هرقلة وهي مدينة عظيمة بالروم بناها احد القياصرة‏, فنزل عليها يحاصرها فإذا رجل خرج من أهلها شاكي السلاح ونادى‏:‏ يا معشر العرب ليخرج منكم العشرة والعشرون مبارزة‏!‏ فلم يخرج إليه أحد لأنهم انتظروا إذن الرشيد وكان الرشيد نائماً فعاد الرومي إلى حصنه فلما أخبر الرشيد بذلك تأسف ولام فلما كان الغد خرج الفارس وأعاد القول فقال الرشيد‏:‏ من له فابتدر جلة القواد وكان عند الرشيد مخلد بن الحسين وإبراهيم الفزاري قالا‏:‏ يا أمير المؤمنين إن قوادك مشهورون بالبأس والنجدة ومن قتل منهم هذا العلج لم يكن فعلاً كبيراً وإن قتله العلج كانت وصمة على العسكر كبيرة فإن رأى الأمير أن يأذن لنا حتى نختار له رجلاً فعل‏.‏ فاستصوب الرشيد ذلك فأشاروا إلى رجل يعرف بابن الجزري وكان من المتطوعة معروف بالتجارب مشهور في الثغور بالنجدة فقال له الرشيد‏:‏ أتخرج إليه فقال‏:‏ نعم وأستعين بالله عليه‏.‏ فأدناه الرشيد وودعه واتبه وخرج معه عشرون من المتطوعة‏.‏ فقال لهم العلج وهو يعدهم واحداً واحداً‏:‏ كان الشرط عشرين وقد ازددتم رجلاً ولكن لا بأس‏!‏ فنادوه‏:‏ ليس يخرج إليك إلا واحد‏.‏ فلما فصل منهم ابن الجزري تأمله العلج وقال له‏:‏ أتصدقني فيما أسألك قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ بالله أنت ابن الجزري قال‏:‏ نعم‏.‏ فقال‏:‏ ملأ كفؤ‏!‏ ثم أخذا في شأنهما حتى طال الأمر بينهما وكاد الفرسان ينفقان تحتهما وزجا برمحيهما وانتضيا بسيفيهما وقد اشتد الحر فلما أيس كل واحد منهما عن الظفر بصاحبه ولى ابن الجزري فدخل المسلمين كآبة وغطغط الكفار فاتبعه العلج فتمكن ابن الجزري منه فرماه بوهق واستلبه عن ظهر فرسه ثم عطف عليه فما وصل إلى الأرض حتى فارقه رأسه فكبر المسلمون تكبيراً وانخذل المشركون وبادروا إلى الحصن وأغلقوا الأبواب فصبت الأموال على ابن الجزري فلم يقبل منها شيئاً. ( أثار البلاد وأخبار العباد- للقزويني).

    3- ابن فتحون بطل من أبطال المسلمين:
    كان ابن فتحون من أشجع المسلمين وكان الخليفة العباسي المستعين بالله يرى له ذلك المكان ويعظمه لشجاعته، حتى عرف النصارى بأسرها مكانته حتى أن النصراني كان إذا سقى فرسه فلم يشرب يقول له أصحابه النصارى: ما بك, اشرب لماذا تخاف؟ اشرب أورأيت ابن فتحون في الماء؟ فكان يضرب به المثل، فيخافه الأعداء.
    فغزا المستعين بلاد الروم، وتوافق المسلمون والمشركون صفوفه، فبرز علجٌ وسط الميدان ينادي: هل من مبارز، فخرج إليه فارسٌ من المسلمين فتجاولا ساعةً فقُتل المسلم؛ فصاح الكفار سروراً، وانكسرت نفوس المسلمين، ثم برز له آخر فقتل المسلم فجعل الرومي يكر بين الصفين ويقول: هل من مبارز واحد لاثنين؟! واحد لثلاثة؟! فضج المسلمون، فقيل للمستعين ماله إلا ابن فتحون ، فدعاه وقال: ما ترى يصنع هذا العلج، قال: هو بعيني، قال: فما الحيلة فيه؟ قال أبو الوليد ابن فتحون : ماذا تريد؟ قال: أن يُكفى المسلمون شره قال: الساعة يكون ذلك إن شاء الله. فلبس قميص كتان واسع الأكمام، وركب فرساً بلا سلاح، وأخذ بيده سوطاً طويل الطرف، وفي طرفه عقدة معقودة، ثم برز إليه، فعجب النصراني منه يخرج إليه دون سلاح ومعه هذا السوط فقط، فحمل كل منهما على صاحبه، فلم تخطِ طعنة النصراني سرج ابن فتحون، فتعلق ابن فتحون برقبة فرسه لما قطع سرجه، ونزل إلى الأرض ثم استوى على سرجه، وحمل على النصراني فضربه بالسوط على عنقه فالتوى السوط على عنق النصراني، فأخذه بيده فاقتلعه, وجاء به إلى المستعين، فألقاه بين يديه.

    4- أبو دجانة يأخذ سيف النبي صلى الله عليه وسلم بحقه:
    عن الزبير رضي الله عنه قال: عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا يوم احد فقال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فطلبه منه عمر رضي الله عنه فاعرض النبي عنه, ثم طلبه منه العفواير رضي الله عنه, فاعرض عنه, فوجدا في انفسهما من ذلك. ثم عرضه الثالثة. فطلبه ابو دجانة رضي الله عنه فدفعه النبي اليه. فأعطى السيف حقه. قال: فزعموا ان كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كنت فيمن خرج من المسلمين, فلما رايت مثل المشركين بقتلى المسلمين قمت فتجاوزت, فاذا رجل من المشركين جمع سلاحه وهو يقول: استوسقوا كما استوسقت جزر الغنم. قال: واذا رجل من المسلمين ينتظره وعليه لأمته (السلاح) فمضيت حتى كنت ورائه, ثم قمت اراقب قتال المسلم والكافر, فاذا الكافر افضلهما عدّة وسلاح وهيئة. قال: فلم ازل انتظرهما حتى التقيا, فضرب المسلم الكافر على حبل عاتقه ضربة بالسيف فبلغت وركه وتفرق قرقتين (انقسم قسمين), ثم كشف المسلم عن وجهه وقال: كيف ترى يا كعب؟ انا ابو دجانة. البداية والنهاية

    5- نبذة من بطولات القائد ألب أرسلان:
    كان المسلمون مع قلة عددهم أمام الكفار يثبتون في معارك كثيرة، وكانت أكثر معارك المسلمين فيما مضى ضد النصارى، وحفظ التاريخ لنا موقفاً عظيماً لقائدٍ مسلمٍ سلجوقي تركماني هو ألب أرسلان الملك العادل أبو شجاع من عظماء المسلمين، فقد ذكر الطرطوشي في "سراج الملوك" والقرطبي في تاريخه: خرج إليه طاغية الروم أرمانوت في جحافل أمثال الجبال، في نحوٍ من مائتي ألف مقاتل، لا يدركهم الطرف، ولا يحصرهم العدد، كتائب متواصلة، وعساكر متزاحمة، كلما مر ببلدٍ من بلاد المسلمين أقطعها بطارقته وقال: هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، يوزعها عليهم حتى وزع بغداد عاصمة الخلافة، وقال للنصراني الذي وهبه البلد هو يأمل أن ينتصر فيوزع البلاد كما وعد وقال لمن جعل له بغداد : استوصِ بالخليفة خيراً، استوصِ بالشيخ، ارفق بذلك الشيخ -يزدري المسلمين- فخرج إليه ألب أرسلان رحمه الله في خمسة عشر ألف فارس فقط، فقال لجنده: أنا صابرٌ في هذه الغزاة صبر المحتسبين، وملاقيهم وحسبي الله عز وجل، فلما التقى الجمعان، ورأى ألب أرسلان كثرة جند الروم، ورأى ما يحير الألباب، ويطير الصواب؛ فأرسل يطلب الهدنة، وفي النهاية عزم على القتال، وكان اليوم يوم جمعة، يريد أن تكون المعركة يوم الجمعة لالتماس دعاء الخطباء، فلما زالت الشمس صلى وقال: ليودع كل واحدٍ صاحبه، فودع كل واحد من جيش المسلمين صاحبه، وتواعدوا على الموت، ولما تواجه الفريقان، نزل السلطان فصلى وسجد لله وعفر وجهه في التراب، ودعا واستنصر، وابتهل وتضرع، وبكى ثم قال: يا أمراء! من أحب أن ينصرف فلينصرف فما هاهنا سلطان يأمر، ولا عسكرٌ يؤمر، فإنما أنا اليوم واحدٌ منكم، وغادٍ معكم، فمن تواضعه لله أعلن تخليه عن الملك في ميدان المعركة تواضعاً لملك الملوك، قالوا: نحن معك تبعناك وأعناك فافعل ما تريد، فلبس الكفن الأبيض وتحنط -أي: وضع من الطيب ما يوضع للميت- ثم قال: إني عازمٌ على الحمل فاحملوا معي، فحملوا معه حملةً صادقة، فوقعوا في وسط العدو فألقى الله في العدو الرعب، فجعلوا يقتلون منهم كيف شاءوا، فلم ينج من النصارى إلا شريدٌ أو أسير، وأنزل الله نصره على المؤمنين، وأسر طاغية الروم أرمانوت، أسره مملوكٌ من مماليك المسلمين، فلما جيء به إلى ألب أرسلان وفي عنق النصراني حبل ملك النصارى، وقائد الجيش الذي كان يوزع بلاد المسلمين وهو يسير إلى المعركة جيء وفي رقبته حبل، فقال: ما تصنعوا بي؟ قال ألب أرسلان: ما تظن أني صانعٌ بك؟ قال: لا أشك أنك تقتلني، قال: أنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا به فبيعوه، فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه ينادى عليه بالدراهم والفلوس فما يشتريه أحد من المسلمين، حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل من المسلمين قال: إن بعتمونيه بهذا الكلب الذي معي اشتريته، فجاءوا بالجندي ومعه الكلب الثمن، وبملك النصارى إلى ألب أرسلان مجروراً بالحبل، فأخبروه بأن هذا يريد شراءه بالكلب، فقال ألب أرسلان: الكلب خير منه؛ لأنه ينفع، وهذا لا ينفع، لكن خذوا الكلب، وادفعوا له هذا الكلب، ثم أمر بعد ذلك بإطلاقه وجعل الكلب قريناً له مربوطاً في عنقه وأوصله إلى بلاده؛ فلما رأى الروم ما حل بملكهم عزلوه عن الملك وكحلوا عينيه -أي: غوروهما وأذهبوهما- بعد أن رأوا أنه لا يساوي شيئاً، وهكذا كان حفظ الله للمسلمين عظيماً.

    6- يقاتل بعد خروج أمعائه:
    وورد في تاريخ الطبري - في معركة القادسية برز رجل من المجوس أمام صفوف بكر بن وائل, فنادى: من يبارز؟ فخرج له علباء بن جحش العجلي, فنفحه علباء, فأصابه في صدره وشق رئته, ونفح المجوسي علباء في بطنه فانتثرت أمعائه, وسقطا على الأرض. أما المجوسي فمات من ساعته, وأما علباء فلم يستطع القيام, وحاول أن يعيد أمعاءه إلى مكانها فلم يتأتّ له, ومر به رجل من المسلمين, فقال له علباء: يا هذا, اعنّي على بطني, فادخل له أمعاءه, فاخذ بسيفه ثم زحف نحو صف الكفار ليقاتل دون أن يلتفت إلى المسلمين وراءه, فأدركته الشهادة على ثلاثين ذراعا من مصرعه وهو يقول:
    أرجو بها من ربنا ثوابا... قد كنت ممن أحسن الضّرابا. وفاضت نفسه رضي الله عنه.

    يتبع ان شاء

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:39 am